جائحة كورونا والاقتصاد، الى أين؟
مع توسع رقعة المصابين بفيروس كورونا في العالم، تأثر الهيكل الاقتصادي العالمي تحت وطأة الإغلاقات المتكررة وظروف العمل عن بُعد.
لم يكن أي بلد محصنًا من الآثار الاقتصادية السلبية الناجمة عن جائحة فيروس كورونا، وبدأت الدول في إطلاق خطط بديلة كرد فعل من أجل الحد من الأضرار الاقتصادية الناجمة عن الجائحة
تلقى الناتج المحلي الإجمالي العالمي ضربة كبيرة، خاصة في شهري مايو ويونيو من عام 2020 ، وتشير التقديرات إلى أن إجمالي الناتج المحلي العالمي قد انخفض بنسبة 3٪
أدت عمليات الإغلاق العالمية إلى توقف خطوط الإمداد، وتغيّر سلوك المستهلكين، وبالتالي فقد قامت الشركات بالبحث عن طرق جديدة للعودة الى العمل بشكل طبيعي
تأثرت الاقتصادات الكبرى أيضًا من هذه الجائحة، حيث شهدت القوى الاقتصادية العالمية مثل الولايات المتحدة واليابان والاتحاد الأوروبي انخفاضًا كبيرًا في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 4٪ و 5٪ و 7٪ على التوالي
من الآثار السلبية للجائحة الاضطرابات الحاصلة في سلاسل الامداد و التوريد، حيث اضطرت العديد من الدول الاعتماد على الإنتاج المحلي والتصنيع لتلبية احتياجاتها، بينما كان على الشركات تكييف عملياتها التشغيلية والمالية بالكامل مع الوضع الطبيعي الجديد
تضررت بعض القطاعات أكثر من غيرها، فقد شهدت صناعة الطيران على سبيل المثال خسائر فادحة تقدر بأكثر من 370 مليار دولار أمريكي، كما تأثر القطاع السياحي أيضًا بشكل كبير، في حين أن القطاعات الأخرى مثل الصالات الرياضية والمنتجعات الصحية لم تُرحم
كما تضرر قطاع التعليم الخاص، حيث كان إغلاق المدارس يعني أن المدارس الخاصة يجب أن تحافظ على بقائها في وقت كان الطلاب يحصلون فيه على معلوماتهم عبر الإنترنت
وبينما يتم طرح اللقاح بأعداد هائلة الآن، بدأت الشركات في جميع أنحاء العالم في ابتكار طرق جديدة للحفاظ على أعمالهم قائمة
هذا لا يعني أن هذه الجائحة لم يكن لها آثار إيجابية على العالم، حيث أجبرت هذه الجائحة القوى العالمية وعمالقة الصناعة إلى زيادة جهودهم الابتكارية كاستجابة للوضع القائم
تركيز أعلى على المرونة
هناك شيء واحد كان واضحًا خلال الوباء وهو أن سلاسل الإمداد والقيمة المبنية على الفعالية من حيث التكلفة لن تنجو من الوباء. قامت الشركات بإعادة بناء سلاسل التوريد الخاصة بها لتصبح أكثر مرونة من أجل تلبية الطلب العالمي وعدم فقدان أي عملاء. أدى هذا إلى فصل الشركات التي يمكنها الابتكار عن الشركات التي لا تستطيع ذلك ، وتمكنت الشركات التي تكيفت مع قيود الشحن العالمية من الحفاظ على عملائها وضم عملاء جدد
ابتكار أسرع
يعتبر لقاح الكورونا من قبل الكثيرين خطوة عملاقة في عالم الأدوية. العملية التي كانت ستستغرق سنوات وحتى عقودًا قد تمت في شهور ، والنتائج حتى الآن مذهلة. هذا المستوى من الابتكار في صناعة اللقاحات، فتح الباب أمام إمكانيات لا حصر لها في صناعة الأدوية. على سبيل المثال، لم تتوقف شركة Pfizer عن إنتاج اللقاح ولكنها أعلنت مؤخراً أنها ستخفض وقت الإنتاج إلى النصف قريباً
تحالفات غير متوقعة
أدى الوضع الحالي الناتج من الجائحة الى خلق نوع جديد من التحالفات غير المتوقعة، تظهر في محاولة لمكافحة آثار الوباء على العالم. تعد شركة Pfizer مثالاً رائعاً آخر هنا، حيث أعلنت عن شراكتها المنشأة حديثاً مع المنافسين Sanofi و Novartis في محاولة لزيادة إنتاج اللقاح
زيادة الاعتماد على التكنولوجيا
سواء كانت اجتماعات زووم أو برنامجاً سحابياً ، كان على العالم الانتقال للعمل عن بُعد والاعتماد بشكل أكبر على التكنولوجيا لإجراء العمليات اليومية. أصبح التعليم والأعمال في الشركات والنشاط الحكومي وغيرها الكثير يعتمد الآن على المساعدة التكنولوجية. على الرغم من مواجهة بعض الصعوبات في البداية، الا أن العالم بدأ يدرك فوائد الاعتماد على التكنولوجيا؛ خاصة عندما يتعلق الأمر بإدارة الوقت والفعالية من حيث التكلفة، ويبدو أن هذا النمط من الأعمال وُجد ليبقى
هناك بالطبع العديد من الدروس التي جلبها الوباء إلى العالم، لكن أهم درس للاقتصاد هو الحفاظ على هذا المستوى العالي من الابتكار
Your Comment
Leave a Reply Now