قطاع السياحة العلاجية في الأردن، منارة للرعاية الصحية
تعتبر السياحة العلاجية أحد القطاعات الحيوية والمهمة لأي دولة، حيث يبلغ حجم قطاع السياحة العلاجية عالمياً ما قيمته 44.8 مليار دولار. إن الدول التي تمتلك نظام رعاية صحية وبنية تحتية طبية قوية قادرة على الحصول على حصة من قطاع السياحة العلاجية، وتعتبر الأردن أحد هذه الدول المرشحة للحصول على جزء من هذا القطاع.
إن مكانة الأردن الطبية و التي تمتاز بكوادر طبية ذات كفاءة وخبرة عالية يشار إليها بالبنان في المنطقة، بالإضافة إلى امتلاكها نظام رعاية صحية بأسعار معتدلة يجعلها نقطة جذب للسياحة العلاجية. يتدفق المرضى من جميع أنحاء المنطقة إلى المملكة للحصول على أفضل الخدمات الطبية.
وقد قامت الحكومة الأردنية بالعمل على تعزيز قطاع السياحة العلاجية من خلال العديد من الإجراءات للحفاظ على هذه الهالة من التميز، وسعت جاهدة لتعزيز قطاع السياحة العلاجية. حيث تبلغ حصة هذا القطاع ما نسبته 7.92٪ من الناتج المحلي الإجمالي للدولة.
لا تتوقف السياحة العلاجية عند رفد القطاع الطبي بالنقد الأجنبي فقط، بل تتعداها لدعم العديد من القطاعات الأخرى مثل قطاع الضيافة في الفنادق، وشركات الطيران والسوق المحلي والمؤسسات المالية والمطاعم وغيره الكثير.
و السؤال الذي يطرح نفسه هو ما السبب وراء مجيء العديد من المرضى، وكثير منهم من دول الخليج الغنية، إلى الأردن لتلقي العلاج؟
معايير طبية ممتازة
الأردن موطن لما يزيد عن 28000 طبيب، حصل العديد منهم على البورد الطبي في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى رائدة في العالم. يعد طاقم التمريض والمختبر والصيدلي والفني أيضًا من بين الأفضل في المنطقة.
لقد نقلت الرعاية الصحية الخاصة في الأردن البنية التحتية الطبية إلى مستوى آخر؛ نظرًا لأن المستشفيات والمؤسسات الطبية الكبرى المجهزة بأحدث المعدات، تجعل الأردن مكانًا ملائماً لأولئك الذين يبحثون عن خدمات طبية مميزة بدون إجراءات و متطلبات معقدة.
لعبت الجامعات الحكومية الأردنية دورًا رئيسيًا في تعليم بعض أفضل الأطباء في المنطقة، وتنضم إليها المؤسسات الخاصة من خلال توفير طاقم طبي موهوب للغاية مثل الصيادلة وطواقم التمريض وغير ذلك.
كما أن القدرة الاستيعابية للقطاع الصحي في الأردن تعتبر جيدة جداً مقارنة مع العديد من الدول الأخرى، فبالرغم من التحديات التي واجهت القطاع خلال عام 2020 الذي أرهقه الوباء، حافظت المستشفيات في الأردن على طاقتها الاستيعابية بالرغم من التحديات الطبية التي واجهتها خلال فترة تفشي الوباء.
وفرة الخدمات الطبية
يتمتع الأردن بعلاقات ممتازة مع العديد من دول العالم الرائدة في مجال تصنيع الأدوية، مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، مما يعني أنه يمكنه الحصول على الإمدادات الطبية الأكثر تقدمًا بسرعة لخدمة سكانه المحليين وأي سائح طبي.
كما أن الأردن موطن للعديد من الشركات المصنعة للأدوية، ومن أبرزها شركة أدوية الحكمة ودار الدواء، وقد أصبح العديد منهم مصدرين عالميين للأدوية.
يوجد في الأردن عدد كبير من المستشفيات الخاصة، 69 على وجه الدقة، وأكثر من 2500 صيدلية، وعدد لا يحصى من العيادات الخاصة للسياح الطبيين للاختيار من بينها. هذا يعني أن أوقات الانتظار للعلاجات والإجراءات قد تم تقليصها إلى الحد الأدنى ولا يحتاج السياح القادمون بهدف العلاج إلى التخطيط للإقامات الطويلة.
خدمات طبية ملائمة وبأسعار معقولة
يعتبر موقع الأردن المركزي في المنطقة، ومعايير الأمان العالية والاستقرار السياسي، أحد أهم العوامل الجاذبة للسياحة العلاجية، حيث أنه من السهل الوصول للأردن والإقامة فيه خلال رحلة العلاج الخاصة بالمرضى. حتى أن المستشفيات الخاصة تساعد السياح العلاجيين في ترتيب رحلاتهم وحجزها.
تعتبر التعرفة السعرية للخدمات الطبية في الأردن معقولة جدًا عند مقارنتها ببعض نظيراتها في المنطقة، بينما تعتبر تكاليف السكن والعيش في الأردن لفترات قصيرة في الجانب المتوسط على مقياس التكلفة.
بيئة السياحة العلاجية المناسبة
يتمتع الأردن ببنية تحتية قوية خصوصاً في قطاعي النقل والإقامة، ويتواجد حول المراكز الطبية الرئيسية العديد من الفنادق والشقق السكنية من الدرجة الأولى للإيجار مما يتيح للمرضى الوصول إليها. تتوفر وسائل النقل المختلفة في الأردن الأمر الذي يسهل تنقل المرضى إلى أي مكان يحتاجون إليه بسهولة وبدون متاعب.
تعتبر البيئة المناخية والظروف الجوية مصدر جذب إضافي للسياحة العلاجية في الأردن، حيث يواجه العديد من السياح العلاجيين مشكلة في الظروف الجوية القاسية. يتمتع الأردن بمناخ معتدل، فهو أكثر دفئًا من جيرانه في الشمال وأبرد بكثير من الحرارة الحارقة في منطقة الخليج، مما يعني أن السياح العلاجيين سيخوضون تجربتهم العلاجية دون القلق من الظروف الجوية التي قد تزيد من صعوبة علاجهم.
منارة للرعاية الصحية
على الرغم من أن الأردن بلد صغير نسبيًا، إلا أنه يفتخر بنظام الرعاية الصحية والبنية التحتية الممتازة، فضلاً عن طاقمه الطبي ذو الكفاءة العالية. تواصل الدولة تطوير عروضها الطبية لجذب المزيد من السياحة العلاجية من جميع أنحاء العالم، و تحقيق المنفعة الاقتصادية لكافة الأطراف.
من المقرر أن تلعب رؤية عمّان للاستثمار والتطوير دورًا كبيرًا في مشهد السياحة العلاجية في الأردن من خلال مركزها الطبي المقترح الذي تم إعداده لتعزيز كفاءة القطاع الطبي، حيث يتكون المشروع من مركز علاج بسعة 200 سرير، ومنشأة للأبحاث الطبية، وعيادات خارجية، ومرافق خدمات دعم تقع جميعها في الحي الطبي في العاصمة عمّان، يعتبر هذا المشروع أحد الروافد التي ستساهم في الارتقاء بالقطاع الصحي في الأردن إلى مستوى جديد. إذا كنت ترغب في معرفة المزيد عن المشروع ، اتصل بشركة رؤية عمّان للاستثمار والتطوير اليوم.
Your Comment
Leave a Reply Now